دروس قيادة متخصصة لدعم المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه!
كشفت تقارير حديثة أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يواجهون تحديات إضافية أثناء القيادة، تجعلهم أكثر عرضة للحوادث والمواقف الخطرة مقارنة بغيرهم. وتشير الإحصاءات إلى أن احتمال تورطهم في حوادث أو شبه حوادث مرورية يزيد بنسبة تصل إلى 60٪، ما دفع إلى إطلاق برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز سلامتهم على الطرق.
وتبيّن الدراسات أن واحدًا من كل أربعة سائقين مصابين بهذا الاضطراب تعرّض لحادث خلال العام الماضي، وهو معدل يقارب ضعف النسبة المسجلة لدى السائقين غير المصابين. كما لوحظ ارتفاع في حالات الغضب أثناء القيادة، حيث يعاني عدد كبير منهم من صعوبة في التحكم بالانفعالات، إضافة إلى الميل إلى السرعة الزائدة وصعوبة الالتزام المستمر بقواعد الطريق.
نقاط القوة والتحديات
ورغم هذه المعطيات، يؤكد الخبراء أن المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليسوا بالضرورة سائقين سيئين، بل على العكس، فهم يمتلكون نقاط قوة مهمة مثل سرعة رد الفعل والقدرة على التكيّف السريع مع المواقف المفاجئة. إلا أن التحدي الأساسي يكمن في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، خاصة عند القيادة في الطرق المفتوحة أو المزدحمة بالمحفزات البصرية والسمعية.
برامج تدريبية متخصصة
انطلاقًا من ذلك، تم تطوير دروس قيادة متخصصة للبالغين المصابين بالاضطراب، تركز على تعزيز مهارات التركيز، وتنظيم الانفعال، والسيطرة على التوتر، وتقليل التشتت الحسي داخل السيارة. وتعتمد هذه الدروس على أساليب تدريب تراعي طبيعة اضطراب ADHD، وتساعد السائق على فهم نمط استجابته للمؤثرات المحيطة به.
كما تشمل المبادرة إرشادات لاختيار السيارات الأنسب، بحيث تكون أقل إرباكًا وأكثر بساطة من حيث التصميم الداخلي والتكنولوجيا، مما يسهم في خلق بيئة قيادة أكثر هدوءًا وأمانًا.
وتُقدّم هذه الدروس بصيغة جلسات تدريبية قصيرة ومركزة، تهدف إلى منح السائق أدوات عملية تساعده على التعامل مع التحديات اليومية على الطريق، وتحسين مستوى الأمان له وللآخرين.
نحو قيادة أكثر أمانًا وشمولًا
تعكس هذه المبادرات توجهًا متزايدًا نحو فهم أعمق لاحتياجات الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بعيدًا عن اللوم أو الوصم، مع التركيز على التوعية والدعم وتوفير حلول واقعية تسهم في تقليل الحوادث وتعزيز السلامة المرورية للجميع.
