الأطفال ذوو الآباء النشيطين أكثر نشاطًا بنسبة 600%

 الأطفال ذوو الآباء النشيطين أكثر نشاطًا بنسبة 600%

تؤكد الأبحاث العلمية أن الآباء لا يربّون أبناءهم بالكلام فقط، بل بالسلوك اليومي الذي يعيشونه أمامهم. ومن أبرز الأمثلة على ذلك النشاط البدني، حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية نشطة يكونون أكثر ميلًا لممارسة الحركة والرياضة مقارنة بغيرهم.

تأثير الوالدين على نشاط الأطفال

كشفت دراسة محورية أنّ الأطفال الذين يتمتع كلا والديهم بنمط حياة نشط كانوا أكثر عرضة بنحو ستة أضعاف لممارسة النشاط البدني مقارنة بالأطفال الذين ينتمي آباؤهم إلى نمط حياة خامل. وقد دعمت أبحاث لاحقة هذه النتائج، مؤكدة أن الدعم الأسري القوي يلعب دورًا حاسمًا في جعل الأطفال أكثر نشاطًا بدنيًا بشكل منتظم.

الأمر لا يقتصر على العوامل الوراثية

لا تعود هذه النتائج إلى الجينات وحدها، بل إلى العادات اليومية التي يراها الأطفال داخل المنزل. فعندما يرى الطفل والديه يمارسان الرياضة، أو يتحركان بشكل طبيعي خلال يومهما، يتعلّم أن الحركة جزء أساسي من الحياة، وليست واجبًا مفروضًا أو مهمة مرهقة.

دور الأم والأب في تشكيل السلوك الحركي

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تنشط أمهاتهم بدنيًا يكونون أكثر نشاطًا بمقدار الضعف مقارنة بغيرهم، بينما ترتفع النسبة إلى ثلاثة أضعاف ونصف لدى الأطفال الذين يتمتع آباؤهم بنشاط بدني منتظم. غير أن التأثير الأقوى يظهر عندما يكون الأبوان معًا نشطين، حيث ترتفع احتمالية نشاط الأطفال إلى ما يقارب ستة أضعاف.

بناء ثقافة أسرية قائمة على الحركة

لا يتعلق الأمر بإجبار الأطفال على ممارسة التمارين الرياضية، بل بخلق ثقافة أسرية يكون فيها النشاط البدني جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية، كالمشي، واللعب، والأنشطة العائلية في الهواء الطلق. فالأطفال بطبيعتهم يقلّدون ما يرونه، ويتأثرون بالسلوك المتكرر أكثر من التوجيه المباشر.

أثر طويل المدى يمتد إلى مرحلة البلوغ

لا يتوقف تأثير النشاط البدني عند حدود الطفولة، إذ تشير الأبحاث إلى أن الأطفال النشطين بدنيًا يكونون أكثر احتمالًا ليصبحوا بالغين نشطين وصحيين. وهذا يعني أن التمارين التي يمارسها الوالدان اليوم لا تنعكس إيجابًا على صحتهم فقط، بل قد تؤسس لطفل يتمتع بصحة جيدة ونمط حياة متوازن مدى الحياة.

الخلاصة

إن النشاط البدني الذي يلتزم به الوالدان يوميًا هو رسالة غير مباشرة لأطفالهم مفادها أن الحركة أسلوب حياة. ومن خلال القدوة، لا من خلال الإكراه، يستطيع الأهل غرس عادات صحية راسخة تمتد آثارها من الطفولة إلى مرحلة الرشد.

مقالات ذات صلة