تُظهر الدراسات أن الآباء غالبًا ما يدافعون عن الطفل الذي يقدّم لهم أقلّ، بينما يُؤخذ الطفل الذي يقدّم أكثر على أنّه أمرٌ مُسلَّم به
يعامل بعض الآباء أبناءهم بطرق غير متكافئة، وهذا النمط أكثر شيوعًا مما يعتقده الكثيرون. فقد يكون أحد الأبناء الأكثر تقديمًا للدعم والمساعدة والولاء، ومع ذلك يلقى قدرًا أقل من الحماية أو التقدير، في حين يحظى الابن الذي يقدّم أقلّ بالدفاع والرعاية الزائدة. وتشير أبحاث علم النفس الأسري إلى أنّ هذا السلوك ليس عشوائيًا، بل ينبع غالبًا من أنماط عاطفية عميقة تتشكّل عبر سنوات طويلة.
تُبيّن الدراسات أنّ كثيرًا من الآباء يشعرون بالقلق أو بالذنب تجاه الابن الذي يواجه صعوبات أكبر، ما يدفعهم إلى حمايته والدفاع عنه بشكل متكرر. في المقابل، يتحوّل الابن الأكثر تحمّلًا للمسؤولية إلى الركيزة العاطفية للأسرة. وبسبب ثباته واعتماديته، يفترض الآباء أنه بخير ولا يحتاج إلى دعم إضافي، مما يؤدي إلى قلّة الثناء وقلة الاعتراف بجهوده.
لماذا يحدث هذا النمط؟
- العادات العاطفية: ينجذب الآباء، دون وعي، إلى رعاية الطفل الذي يبدو أقل استقرارًا.
- توقّعات الأدوار: يصبح الطفل المسؤول الملاذ الآمن للأسرة، فيُنسى أنه هو أيضًا بحاجة إلى رعاية واحتواء.
- المعتقدات الثقافية: في كثير من البيوت، لا يُعبَّر عن الامتنان صراحة، فيشعر الأبناء الهادئون والمساندون بأنهم غير مرئيين.
وتحذّر دراسات علم النفس من أن استمرار هذا النمط قد يؤدي إلى الإرهاق العاطفي وتراكم مشاعر الاستياء الخفي. فالأسر السليمة هي التي تتعلّم توزيع التقدير بشكل متوازن، ليشعر كل طفل بأنه مُقدَّر وذو قيمة.
