تقبيل الطفل يمكن أن يعرض جهازه المناعي ل “ملايين البكتيريا” والفيروسات التي ليس مستعدًا لمحاربتها.
يبدو مشهد تقبيل الرضيع من أكثر صور الحنان شيوعًا وبساطة، إلا أن الأبحاث الطبية تحذّر من أن هذه اللفتة العاطفية قد تحمل مخاطر صحية حقيقية على الأطفال حديثي الولادة. فقبلة واحدة قد تعرّض جهازهم المناعي غير المكتمل لملايين البكتيريا والفيروسات التي لا يكون مستعدًا لمواجهتها.
تُظهر بعض التصاميم التوضيحية الحديثة هذا الخطر بطريقة رمزية، إذ تُجسّد القبلة كجسر غير مرئي تعبر عبره كائنات دقيقة من فم الشخص البالغ إلى وجه الرضيع. والرسالة العلمية وراء هذه الصور واضحة: ما نراه تعبيرًا عن حب قد يتحوّل، دون قصد، إلى وسيلة لنقل العدوى.
لماذا يُعدّ تقبيل الرضع أمرًا خطيرًا؟
يولد الأطفال بجهاز مناعي في طور التكوّن، ويحتاج إلى وقت ليصبح قادرًا على مقاومة الجراثيم. وما يُعدّ غير ضار أو مألوفًا لجسم الشخص البالغ قد يشكّل تهديدًا حقيقيًا للرضيع، خاصة في أشهره الأولى. ففم الإنسان يحتوي على مئات الأنواع من البكتيريا والفيروسات التي قد تنتقل بسهولة عبر اللعاب أو التلامس المباشر.
ومن الأمثلة على هذه المخاطر بكتيريا الإشريكية القولونية، التي قد تسبّب التهابات خطيرة لدى الرضع. كما يُعدّ فيروس الهربس البسيط (قرحة البرد) من أخطر الفيروسات التي يمكن أن تنتقل عبر القبلة، إذ قد تكون الإصابة به مهدِّدة للحياة عند الأطفال حديثي الولادة، حتى وإن لم تظهر أعراض واضحة على الشخص الحامل للفيروس.
حماية الطفل أسمى أشكال الحب
إن التعبير عن الحب والمودّة تجاه المواليد الجدد أمر فطري وجميل، لكن السلامة الصحية يجب أن تبقى الأولوية القصوى. لذلك، تُعدّ هذه التحذيرات دعوة صريحة للآباء والأمهات، وكذلك للأقارب والزوار، لوضع حدود واضحة عند التعامل مع الرضع في مراحلهم الأولى.
يُنصح بتجنّب تقبيل الأطفال على وجوههم أو أفواههم أو أيديهم، لأنهم غالبًا ما يضعون أيديهم في أفواههم. ويمكن بدلاً من ذلك الاكتفاء بلمسة لطيفة، أو قبلة على باطن القدم، أو على الرأس من الخلف، مع التأكد التام من النظافة.
في النهاية، الحب الحقيقي لا يُقاس بقرب المسافة، بل بقدرتنا على حماية من نحب. فالحفاظ على صحة الرضيع وسلامته هو أصدق وأسمى تعبير عن العاطفة والاهتمام.
