المولود الثاني في العائلة: لماذا يكون أحيانًا أكثر ميلًا للمشاكل؟

 المولود الثاني في العائلة: لماذا يكون أحيانًا أكثر ميلًا للمشاكل؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ المواليد الثانيين في الأسرة، ولا سيّما الذكور، أكثر عُرضة لمواجهة مشكلات سلوكية وانضباطية مقارنة بإخوتهم الأكبر سنًّا، إذ تبيّن أنّ احتمال ظهور هذه السلوكيات يرتفع بنسبة تتراوح بين 20% و40%. وقد أظهرت النتائج أنّ الأولاد المولودين ثانيًا هم الأكثر عرضة لتلقّي العقوبات المدرسية والخضوع لإجراءات تأديبية، وقد يمتد الأمر أحيانًا إلى التعامل مع النظام القضائي. كما يميل هؤلاء الأطفال إلى التمرّد والمغامرة بدرجة أكبر، وهو ما يرتبط في كثير من الأحيان بطريقة توزيع الاهتمام داخل الأسرة وطبيعة ديناميكيات العلاقة بين الأشقاء.

وتشير الأدلة المتوافرة إلى أنّ هذا التأثير يكون أوضح لدى الذكور، حيث يُظهر الأولاد المولودون ثانيًا احتمالية أعلى لمواجهة مشكلات قانونية بحلول سن الحادية والعشرين مقارنة بإخوتهم الأكبر.

أمّا عن الأسباب المحتملة لهذه الفروق، فيُرجَّح أن يحظى الطفل الأكبر بفترة من الرعاية والانتباه الكامل، في حين يتقاسم المولود الثاني هذا الاهتمام منذ الأيام الأولى لولادته، الأمر الذي يدفعه في بعض الأحيان إلى السعي لجذب الانتباه بطرق مختلفة. كما يتأثّر هذا الطفل بشقيقه الأكبر الذي لا يزال في مرحلة الطفولة، مما يجعل النموذج الذي يحتذي به غير مكتمل من حيث النضج السلوكي. وإضافة إلى ذلك، يرى الباحثون أنّ الوالدين يميلان إلى تخفيف حدّة الصرامة في التربية مع الأطفال اللاحقين، مما قد يؤثر في مهارات التنظيم الذاتي لدى الطفل الثاني.

وفي الختام، لا يدلّ ذلك على أنّ المولود الثاني “طفل يمرّ بتحديات سلوكية”، بل هو استجابة طبيعية للبيئة الأسرية التي ينشأ فيها. ومع الوعي والصبر، يستطيع الوالدان توجيهه نحو سلوكيات أكثر صحة ودعم نموّه النفسي والاجتماعي على نحو إيجابي.

مقالات ذات صلة