لماذا ترك طفلك يبكي قد يضر دماغه؟

 لماذا ترك طفلك يبكي قد يضر دماغه؟

لماذا ترك طفلك يبكي قد يضر دماغه؟ العلم يوضح


قد يبدو ترك الأطفال الرضّع “يبكون حتى يهدأوا” أمرًا بسيطًا أو حتى ضروريًا عند بعض الأهل، لكن علم الأعصاب الحديث يقدّم صورة مختلفة تمامًا. فهذه الطريقة التي تُعرف باسم “cry it out” ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى بدايات القرن العشرين، حين كان علماء السلوك يعتقدون أن تجاهل بكاء الطفل يساعده على الاستقلالية ويمنع “الدلال الزائد”.
لكننا اليوم نعرف أكثر.
الرّضيع لا يبكي عبثًا… البكاء لغة كاملة
يبكي الطفل لأنه يتواصل: جوع، خوف، ألم، حاجة للقرب، أو رغبة بالطمأنينة. وعندما لا يجد استجابة، يشعر جسمه بخطر حقيقي، فيبدأ بإفراز هرمونات التوتر، وعلى رأسها الكورتيزول، بمستويات عالية ولفترات طويلة. هذا الارتفاع يؤثر مباشرة على نمو الدماغ، وتحديدًا على الروابط العصبية التي تتشكل في السنوات الأولى.

ماذا يحدث في دماغ الطفل عند تركه يبكي؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن:
• ارتفاع الكورتيزول المتكرر يؤثر على نمو الدماغ ومساراته العصبية.
• غياب الاستجابة من المربي يضعف قدرة الطفل المستقبلية على تنظيم مشاعره وإدارة التوتر.
• قد يتأثر العصب المُبهَم، المسؤول عن تهدئة الجسم ودعم الهضم والراحة.
• قد يؤدي ذلك لاحقًا إلى القلق، مشاكل النوم، اضطرابات الهضم، والشعور بعدم الأمان العاطفي.

الاستقلالية الحقيقية تبدأ من الاستجابة وليس من التجاهل، على عكس ما يُعتقد، فإن الاستجابة السريعة لاحتياجات الطفل:
• تدعم نموه العاطفي.
• تعزز ثقته بالعالم وبمقدمي الرعاية.
• تبني أساسًا قويًا للثقة بالنفس والاستقلالية لاحقًا.

فالاستقلالية لا تُبنى من خلال ترك الطفل يواجه خوفه وحده، بل من خلال شعوره بأن هناك دائمًا من يحميه ويفهمه ويستجيب له.

العلم يوضح: الاستجابة ليست “تدليلًا”، بل ضرورة،
علم النفس التنموي اليوم واضح وصريح:
الطفل الذي يُطمأن عندما يبكي يبني جهازًا عصبيًا أكثر استقرارًا، وقلبًا أكثر أمانًا، وشخصية أكثر ثقة.
أما الطفل الذي يُترك يبكي لفترات طويلة فقد يبدو “هادئًا”، لكنه غالبًا يكون في حالة انسحاب عاطفي، وليس في حالة تعلم للاستقلال.

الخلاصة

ترك الرضيع يبكي ليس تدريبًا على النوم، بل تجربة مرهقة لجهازه العصبي.
أما الاستجابة الحنونة، فهي ليست رفاهية — بل حجر الأساس في بناء إنسان آمن، واثق، ومستقر عاطفيًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *