وداعًا لأسلوب “Cry It Out”
الدنمارك تعيد النظر بعد اعتراض أكثر من 700 خبير
خلال السنوات الأخيرة، عاد الجدل العلمي حول أسلوب «البكاء حتى يهدأ» (Cry It Out) إلى الواجهة في الدنمارك، بعد أن وقّع أكثر من 723 أخصائيًا نفسيًا دنماركيًا رسالة مفتوحة يعترضون فيها على كتاب يروّج لهذا الأسلوب في تربية الرضّع.
وأكد المختصون في رسالتهم أن الأدلة العلمية الحديثة لا تدعم طريقة «البكاء حتى يهدأ»، بل تشير إلى أنها قد تُلحق ضررًا بالنمو العاطفي والعصبي للطفل، خصوصًا في السنوات الأولى من الحياة.
لماذا يعترض الخبراء؟
ركّزت الرسالة المفتوحة على عدة نقاط علمية أساسية، من أبرزها:
• الرضّع لا يمتلكون القدرة العصبية على التهدئة الذاتية. فتوقّف البكاء أثناء «التدريب» لا يعني أن الطفل تعلّم تنظيم مشاعره، بل غالبًا ما يكون علامة على الاستسلام بعد استنفاد طاقته.
• تجاهل بكاء الطفل يرفع مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، ما قد يؤثر سلبًا في تطوّر الجهاز العصبي، وفي قدرة الطفل المستقبلية على تنظيم مشاعره وبناء علاقات آمنة.
• البكاء ليس تلاعبًا؛ فالأطفال في هذا العمر لا يملكون القدرة الإدراكية أو النفسية على التلاعب أو «التمثيل» بهدف السيطرة على الوالدين.
• الاستجابة الحسّاسة لبكاء الطفل هي الأساس في بناء الارتباط الآمن، والذي يُعد حجر الأساس للصحة النفسية والاجتماعية في المراحل اللاحقة من الحياة.
هل ستتغير التوصيات الرسمية؟
تشير التغطية الإعلامية الدنماركية إلى أن هذا الضغط العلمي المتزايد قد يدفع الجهات الصحية المختصة إلى إعادة النظرفي الإرشادات التربوية المستقبلية المتعلقة بنوم الرضّع وطرق تهدئتهم.
حتى الآن، لا يوجد قرار رسمي بتغيير التوصيات المعتمدة، إلا أن الاتجاه العلمي يبدو واضحًا:
الاستجابة لبكاء الطفل أفضل من تجاهله، والبحث العلمي العالمي يتحرك بشكل متزايد في هذا الاتجاه.
الخلاصة:
لم يعد الجدل حول «البكاء حتى يهدأ» مسألة رأي أو ثقافة تربوية فقط، بل أصبح قضية مدعومة بالأدلة العلمية. ومع تزايد الأصوات المتخصصة التي تحذر من هذا الأسلوب، تتجه التربية الحديثة أكثر فأكثر نحو الاستجابة، والاحتواء، وبناء الأمان العاطفي كأساس لنمو الطفل السليم.
