كيف يساهم الأهل في تقليل القلق الاجتماعي لدى الأطفال؟ فهم الدور… وبناء الثقة!

 كيف يساهم الأهل في تقليل القلق الاجتماعي لدى الأطفال؟ فهم الدور… وبناء الثقة!

يُعدّ القلق الاجتماعي من أكثر التحديات التي قد يواجهها الأطفال خلال نموّهم، وغالباً ما يرتبط بطريقة تعامل الأهل معهم في الحياة اليومية. تشير دراسة حديثة إلى أن سلوك الأمهات والآباء يشكّل عاملاً أساسياً في كيفية تفاعل الطفل مع الآخرين وفي مستوى خوفه من المواقف الاجتماعية.

ماذا تقول الدراسة؟

أوضحت النتائج أن تأثير الأهل يمتدّ ليشمل جوانب متعددة من ثقة الطفل بنفسه وقدرته على الاندماج. أبرز ما توصّل إليه البحث:

  •  الدعم العاطفي يقلّل القلق الاجتماعي: عندما يُظهر الأهل الدفء، والتقبّل، والحنان، يزداد شعور الطفل بالأمان، ما يخفف من أعراض الخوف الاجتماعي.
  • الرفض والتحكّم يزيدان من القلق: البرود العاطفي، الرفض، أو السيطرة المفرطة تضع الطفل تحت ضغط، وتجعله أكثر حساسية تجاه مواقف التواصل الاجتماعي.
  • تأثير تحكّم الأم قد يكون أكبر: أظهرت الدراسة أن توقعات الأم العالية أو تدخّلها الزائد قد يترك أثراً أكبر على الطفل، رغم بقاء دور الأب أساسياً ومؤثراً.

كيف يمكن للأهل دعم أطفالهم؟

لخلق بيئة تساعد الطفل على النمو الاجتماعي بثقة، يحتاج الأهل إلى تبنّي ممارسات تربوية داعمة ومتوازنة. من أهمها:

  • إظهار الدفء والتقبّل: منح الطفل شعوراً بأنه محبوب كما هو، بعيداً عن المقارنة أو النقد، يخفف كثيراً من توتره أمام الآخرين.
  • التوازن بين الحرية والتوجيه: وضع قواعد واضحة دون حرمان الطفل من تجربة العالم، يساعده على اكتساب مهارات اجتماعية حقيقية.
  • تجنّب الحماية الزائدة: التدخل المستمر أو وضع توقعات غير واقعية يجعل الطفل يعتمد على الأهل ويقلّل من ثقته بقدراته.
  • قضاء وقت نوعي: لحظات اللعب، الحوار الهادئ، والأنشطة المشتركة تعزز العلاقة وتقلّل من القلق المتراكم.

الخلاصة:

إن دور الأهل لا يقتصر على التربية والتوجيه، بل يمتدّ ليشمل بناء بيئة تمنح الطفل مساحة ليُخطئ، يتعلّم، ويُظهر نفسه دون خوف. عندما يشعر الطفل بأنه مفهوم وغير مُراقَب، تتراجع احتمالية تحوّل الخجل أو التوتر إلى قلق اجتماعي مزمن.

الأمان العاطفي يبدأ من المنزل… ومنه تنطلق ثقة الطفل نحو العالم.

مقالات ذات صلة