شاشات الأطفال قبل سن الخامسة… خطر على الكلام والدماغ!

 شاشات الأطفال قبل سن الخامسة… خطر على الكلام والدماغ!

أصبح استخدام الشاشات جزءًا من الحياة اليومية، حتى للأطفال الصغار. ورغم أن التكنولوجيا قادرة على تقديم محتوى تعليمي مفيد، إلا أن الإفراط في استخدامها قبل سن المدرسة قد يرتبط ببعض التحديات في تطور اللغة والمهارات الاجتماعية.

تشير الأبحاث إلى أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي المرحلة الأهم في بناء الدماغ؛ ففيها تتشكل المسارات العصبية المسؤولة عن اللغة، والانتباه، والتواصل، والمهارات المعرفية. وأي نشاط يحدّ من التفاعل المباشر مع البيئة قد يؤثر على هذه المهارات.

لماذا قد يكون الإفراط في الشاشات مضرًّا للأطفال الصغار؟

1. انخفاض التفاعل الاجتماعي المباشر

عندما يقضي الطفل وقتًا طويلًا أمام الشاشات، يقل الوقت المتاح لسماع لغة حقيقية من الأهل أو اللعب مع الآخرين.
هذه التفاعلات اليومية – كالحديث، والنبرة، ونظرات العين، والإيماءات – هي الأساس الذي يتعلم الطفل منه اللغة ومهارات التواصل.

2. تحفيز سريع لا يستبدل الخبرة الواقعية

المحتوى البصري السريع لا يقدم للطفل نفس جودة الخبرات التي يحصل عليها من اللعب الحر، أو لمس الأشياء، أو استكشاف محيطه.
التجربة الواقعية تساعد الدماغ على بناء مسارات عصبية قوية أكثر مما تقدمه المشاهد السريعة على الشاشة.

3. تأثيرات محتملة على الانتباه والتركيز

قضاء وقت طويل أمام المحتوى سريع التغير قد يجعل الطفل أقل قدرة على التركيز في الأنشطة البطيئة، مثل:
الاستماع للقصة، اللعب الهادئ، أو الحوار مع الآخرين.

ما الذي يمكن للأهل فعله؟ حلول عملية وسهلة

1. استبدال وقت الشاشة بالتفاعل المباشر

  • التحدث مع الطفل يوميًا
  • المشاركة في اللعب
  • التعليق على الأشياء من حوله
    هذه الأنشطة تعد الوقود الحقيقي لنمو الدماغ في سنواته الأولى.

2. سرد القصص والقراءة

القصص توسّع مفردات الطفل وتغذي خياله وتدعمه في تكوين جمل وفهم الأحداث.

3. اللعب في الخارج

الحركة، واللعب الجماعي، والتفاعل مع الطبيعة تعزز مهارات اجتماعية وحسية لا يمكن للشاشات توفيرها.

4. الأنشطة اليدوية

مثل التلوين، البازل، المعجون، البناء — كلها أنشطة تنمّي التفكير والتحليل والمهارات الحركية الدقيقة.

5. وضع قواعد بسيطة للشاشات

  • تجنب الشاشات تمامًا قبل سن السنتين قدر الإمكان
  • تحديد وقت معتدل للأطفال الأكبر
  • مشاهدة المحتوى مع الطفل عند الإمكان لتوضيح ما يراه

الخلاصة

إن تقليل وقت الشاشات في السنوات الأولى لا يعني حرمان الطفل من التكنولوجيا، بل هو حماية لتطور دماغه في مرحلة حساسة. التفاعل اليومي الحقيقي – بالكلام، واللعب، والحركة – هو ما يبني لغة قوية، وانتباهًا أفضل، وقدرة أكبر على التعلم في المستقبل.

مقالات ذات صلة