تراجع معدلات المواليد في الإمارات مع تصاعد التحديات المعيشية والمهنية

 تراجع معدلات المواليد في الإمارات مع تصاعد التحديات المعيشية والمهنية

تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تراجعًا ملحوظًا في معدلات الولادة خلال السنوات الأخيرة، وفق بيانات رسمية حديثة أظهرت انخفاضًا مستمرًا في عدد المواليد المواطنين على مدى العقد الماضي. فقد تراجع عدد المواليد من 34,618 مولودًا عام 2014 إلى 29,926 مولودًا عام 2023، أي بانخفاض يتجاوز 13%.

أسباب تراجع الإنجاب

يعزو العديد من الأسر الإماراتية هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة، وما يرافقه من أعباء مالية متزايدة تتعلق بالسكن، والرعاية الصحية، والتعليم. كما تلعب الضغوط المهنية ومتطلبات العمل دورًا أساسيًا في قرارات الإنجاب، خاصة في ظل سعي العديد من الآباء والأمهات إلى تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والمسار الوظيفي.

تغيّر أولويات الأسر

تشير آراء عدد من العائلات إلى أن الأولويات الأسرية قد تغيّرت، حيث يفضّل كثير من الأزواج التركيز على جودة الحياةوتوفير فرص تعليم أفضل لأطفالهم بدلًا من زيادة عدد الأبناء. ونتيجة لذلك، باتت غالبية الأسر تميل إلى إنجاب ثلاثة أطفال أو أقل، بعد أن كانت العائلات الكبيرة أكثر شيوعًا في السابق.

الصحة والتخطيط الأسري

كما برزت الاعتبارات الصحية والتخطيط الأسري الواعي كعامل مؤثر في هذا التوجه، إذ أصبحت الأسر أكثر وعيًا بتأثير الحمل المتكرر على صحة الأم، إضافة إلى أهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي للأسرة ككل.

الخلاصة:

يعكس تراجع معدلات المواليد في الإمارات تحوّلًا اجتماعيًا واقتصاديًا أوسع، حيث لم يعد قرار الإنجاب مرتبطًا فقط بالعادات والتقاليد، بل أصبح خاضعًا لحسابات دقيقة تتعلق بالاستقرار المادي، والطموح المهني، وجودة الحياة. ويطرح هذا الواقع تساؤلات مستقبلية حول السياسات الداعمة للأسرة، وسبل تشجيع التوازن بين متطلبات الحياة الحديثة واستدامة النمو السكاني.

مقالات ذات صلة