الوالدية الإيجابية مقابل الوالدية الصارمة: كيف نبني علاقة صحية مع أطفالنا؟

 الوالدية الإيجابية مقابل الوالدية الصارمة: كيف نبني علاقة صحية مع أطفالنا؟

تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، وهي تختلف باختلاف الظروف والثقافات والأساليب التي يعتمدها الوالدان في التعامل مع أبنائهم. وبينما يلجأ بعض الأهالي إلى الأسلوب الصارم لضبط السلوك، يتجه آخرون نحو الوالدية الإيجابية التي تركّز على الوعي والتواصل والدعم العاطفي.

لكن أيهما أكثر فاعلية في تنشئة طفل واثق ومتوازن؟

ما هي الوالدية الإيجابية؟

الوالدية الإيجابية تقوم على بناء علاقة قائمة على الاحترام والدعم بين الأهل والطفل.

هذا الأسلوب لا يعتمد على العقاب أو السيطرة، بل على:

التواصل الهادئ والواضح

وضع قواعد منطقية ومفهومة

تعليم الطفل كيفية تنظيم مشاعره وسلوكه

استخدام التعاطف لفهم احتياجاته

تعزيز السلوك الجيد بدل التركيز على السلبي

الهدف هو إنشاء بيئة آمنة يشعر فيها الطفل أنه مسموع ومحبوب، مما يعزز ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات بشكل صحي.

ما هي الوالدية الصارمة؟

الوالدية الصارمة تعتمد على الانضباط القاسي أو العقوبات بهدف ضمان السلوك الجيد.

غالبًا ما تتضمن:

• أوامر مباشرة

• قواعد صارمة لا يُسمح بمناقشتها

• عقوبات عند الخطأ

• تركيزًا كبيرًا على الطاعة والانضباط

ورغم نية الأهل في تعليم أطفالهم الانضباط، إلا أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى مثل الخوف، وانخفاض الثقة بالنفس، وضعف القدرة على اتخاذ القرار.

ماذا تقول الأبحاث؟

تشير دراسات اليونيسف وخبراء نمو الطفل إلى أن:

الأطفال الذين يتلقون تربية إيجابية يمتلكون قدرة أكبر على التحكم بمشاعرهم.

يتعلمون حل المشكلات بدل انتظار الأوامر.

تتحسن علاقتهم بوالديهم لأنهم يشعرون بالأمان.

ينخفض مستوى القلق والتوتر لديهم مع مرور الوقت.

أما التربية الصارمة فتؤدي غالبًا إلى:

• الخوف من التجربة

• كبت المشاعر

• السلوك العدواني أو التمرد لاحقًا

• ضعف التواصل العائلي

هل يعني ذلك ترك الحزم؟

الوالدية الإيجابية ليست تربية بلا حدود.

هي مزيج من:

الدفء والدعم

الوضع الواضح للقواعد

الحزم الهادئ

الطفل يحتاج إلى حدود ثابتة، لكنه يحتاج أيضًا إلى علاقة تمنحه الأمان.

كيف نطبّق الوالدية الإيجابية؟

1. استمعي لطفلك قبل أن تُعطي التعليمات.

2. ضعي قواعد بسيطة وواضحة تشرح “لماذا” وليس فقط “ممنوع”.

3. استخدمي التعاطف لفهم ما وراء السلوك.

4. عزّزي السلوك الجيد فور حدوثه.

5. تعلمي ضبط النفس أمام طفلك لأن الأطفال يقلّدون ردود الأهل.

الخلاصة

الأطفال لا يحتاجون إلى صراخ ولا عقوبات قاسية ليصبحوا منضبطين.

هم يحتاجون إلى أهل يفهمون مشاعرهم، ويضعون لهم حدودًا واضحة، ويقدمون لهم الدعم دون خوف أو تهديد.

الوالدية الإيجابية ليست مجرد أسلوب تربية، بل هي علاقة إنسانية تُبنى يومًا بعد يوم، وتنعكس آثارها على ثقة الطفل بنفسه، وتوازنه العاطفي، وقدرته على النجاح في حياته المستقبلية.

مقالات ذات صلة