الصراخ على الأطفال: “ضرر دائم” يُعيد برمجة دماغهم

 الصراخ على الأطفال: “ضرر دائم” يُعيد برمجة دماغهم

أظهرت أبحاث رائدة من جامعات هارفارد وستانفورد أن الصراخ المتكرر على الأطفال لا يؤذي مشاعرهم فحسب، بل يترك أثرًا ماديًا دائمًا على أدمغتهم. وما يسمّيه البعض “انضباطًا” هو في الواقع عملية “نحت” دماغي تؤدي إلى تغييرات هيكلية مقلقة.

النتائج الرئيسية:

  • تقلّص مركز الذاكرة:
    وُجد أن الحُصين (Hippocampus)، المسؤول عن الذاكرة والتعلّم، ينكمش لدى الأطفال الذين يتعرّضون للصراخ المستمر. بمعنى آخر، الصراخ يضعف “القرص الصلب” الذي يخزّن ذكريات الطفل وقدرته على التعلّم.
  • برمجة جهاز القلق:
    تؤثر الصرخات على اللوزة الدماغية (Amygdala) وقشرة الفص الجبهي، ما يجعل “جهاز الإنذار” في الدماغ في حالة تأهّب دائم. هذا يعيد توصيل أسلاك الدماغ بحيث يصبح الطفل أكثر عرضة للقلق والخوف المزمن.

ماذا يعني هذا للأطفال؟
الصراخ لا يعلّم الطفل الانضباط، بل يعلّمه الخوف والقلق. هذه التأثيرات يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ، مسببة صعوبات في تنظيم العواطف، القلق المزمن، الاكتئاب، ومشكلات في التعلّم والتكيف الاجتماعي.

الخلاصة:
الصراخ ليس وسيلة فعّالة لتربية الطفل، بل يترك “ندوبًا غير مرئية” على دماغه. التأثيرات ليست عابرة، بل دائمة وقابلة للقياس بالرنين المغناطيسي، مما يجعل من الضروري إعادة التفكير في أساليب التربية التقليدية القائمة على الصراخ والضغط النفسي.

مقالات ذات صلة