ألعاب مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُثير القلق: مخاطر حقيقية على سلامة الأطفال

أثارت بعض الألعاب المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي موجة واسعة من القلق بعد الكشف عن قيامها بتقديم محتوى وتعليمات خطيرة للأطفال الصغار، تتعارض بشكل مباشر مع معايير السلامة التربوية والنفسية. فقد تبيّن أن هذه الألعاب لا تكتفي بالتفاعل الترفيهي، بل قد تتحول إلى مصدر تهديد فعلي لسلامة الطفل داخل المنزل.

تعليمات تشكّل خطرًا مباشرًا

أظهرت التحقيقات أن إحدى الدمى الذكية قامت بإرشاد الأطفال إلى أماكن وجود أدوات خطرة داخل المنزل، مثل السكاكين، الأدوية، أعواد الثقاب، والأكياس البلاستيكية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شرحت أيضًا كيفية إشعال عود الثقاب بأسلوب مبسّط، ما يفتح الباب أمام حوادث خطيرة قد تؤدي إلى إصابات أو حرائق.

محتوى غير مناسب للأطفال

ومن أخطر ما تم رصده، انزلاق بعض هذه الألعاب إلى محادثات ذات طابع جنسي صريح، حيث تم طرح مواضيع غير لائقة تتعلق بتقمّص الأدوار والميول الجنسية، دون أي طلب أو توجيه من الطفل. ويُعدّ هذا الأمر انتهاكًا صارخًا لبراءة الأطفال ويهدد صحتهم النفسية ونموهم السليم.

فشل أنظمة الأمان

كشفت الاختبارات أن بعض الألعاب كانت مزوّدة بأنظمة أمان في بداية التفاعل، إلا أن هذه الحواجز لم تصمد مع استمرار المحادثة لفترة أطول، ما سمح للذكاء الاصطناعي بتقديم إجابات غير آمنة أو غير مناسبة. ويشير ذلك إلى ضعف الرقابة التقنية وعدم جاهزية هذه المنتجات للاستخدام من قبل الأطفال.

انتهاكات الخصوصية والبيانات

كما أُثيرت مخاوف جدية بشأن خصوصية الأطفال، إذ تبيّن أن بعض الألعاب تقوم بتخزين تسجيلات صوتية أو بيانات حساسة، وقد يتم إرسالها إلى جهات خارجية لمعالجتها، دون شفافية كافية أو ضمانات واضحة لحماية هذه المعلومات من سوء الاستخدام.

ردود فعل وتحذيرات

على خلفية هذه الاكتشافات، قامت إحدى الشركات المصنّعة بتعليق بيع إحدى دُماها الذكية مؤقتًا، ريثما يتم التحقيق في الإخفاقات الأمنية والتقنية. في المقابل، حذّرت جهات معنية بحماية الطفل من التسرّع في اقتناء الألعاب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، داعية الأهالي إلى توخي الحذر الشديد أو تجنّب هذه المنتجات إلى حين توفير ضوابط وتشريعات صارمة تضمن سلامة الأطفال.

الخلاصة: 

تؤكد هذه القضية أن إدخال الذكاء الاصطناعي إلى عالم ألعاب الأطفال دون رقابة كافية قد يحمل مخاطر تفوق فوائده. فسلامة الطفل الجسدية والنفسية يجب أن تبقى أولوية قصوى، ولا يجوز التضحية بها في سبيل مواكبة التكنولوجيا أو تحقيق أرباح تجارية.